مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

تفسير سورة بني إسرائيل

صفحة 239 - الجزء 2

  تفسير سورة بني إسرائيل

  

  قوله ø: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}.

  قال الناصر لدين الله أحمد بن يحيى بن الحسين À: قوله: {سُبْحَانَ} يريد بذلك التنزيه لنفسه والتقديس، جل ثناؤه، إذ لا يجوز التسبيح الأحد غيره، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتسبيح فهو من لغة العرب المعروفة، وهو التنزيه.

  أقول لما جاءني قوله ... سبحان من علقمة الفاجر

  يريد بذلك: التنزيه لله ø والتعظيم، وأضمر الله في هذا الموضع لمعرفته بجواز ذلك عند العرب.

  وأما قوله: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ} فإنه يريد: محمدا #، الإسراء هو:

  المسير بالليل، ولا يجوز أن يكون الإسراء بالنهار.

  قال ذو الرمة:

  فإن كنت إبراهيم تنوين فالحقي ... وإلا فارجعي بسلام

  فلم تستطع ميٌّ مهاوتنا السري ... ولا خوض ليل في البرين تمام