مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

تفسير سورة بني إسرائيل

صفحة 265 - الجزء 2

  وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ٥٩}. يعني: ليزدجر الخلق ويكفوا عن معاصي الذي خلقهم، وليخافوا عذابه ولم يزدادوا إلا طغيانا كبيرا.

  {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ}. يعني: أهل مكة، {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ}. فالفتنة تخرج في كتاب الله ø على وجوه، منها: محنة، وغير ذلك، قد مضى من قِبَلي إليكم كتاب فيه تفسير المحنة على عشرة وجوه، وفي ذلك كفاية لك إن شاء الله.

  وقد اختلف الناس في الرؤيا، وقالوا فيها بأقاويل، غير أن إجماعنا وإجماعهم في الرواية على أنه # رأي رَجْلاً من قريش ترقي منبره، يتداولونه بالظلم، كما يتداول الصبيان الكرة.

  وهذا الخبر فقد رواه الجميع، وله تفسير يطول به الكتاب، ونحن نفسره في وقت فراغه إن شاء الله.

  والشجرة الملعونة في القرءان فهم بنو أمية.

  {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ}: أمرٌ من الله سبحانه للملائكة بالسجود، فسجدوا لآدم طاعة لله جل ثناؤه، وإنفاذا لأمره بالسجود لله ø، فهو تعظيم لآدم $ جميعاً.

  وقوله: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ}. وهي السفن سخرها الله ø، وجعل لها سائقاً بالرياح، فسخرها وأجراها بقدرته، وهو السميع العليم، والتسخير في اللغة فهو: التذليل.

  وقوله: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ}، فقد قال قوم: إنه عنى بهذا المشركين من أهل مكة خاصة، وهو عندي يدخل في جميع مَن ركب البحر، ودعا الله ø إذا خاف، فإذا نجا وسلم اعرض عن أمر الله ø، وصد عن طاعته.