مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

تفسير سورة بني إسرائيل

صفحة 266 - الجزء 2

  {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ}. يعني: الأمان والسلامة، وطلب النفس من الغرق.

  والخسف فهو انخساف الأرض وانخراقها إلى أسفل.

  {أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا}. والحاصب الرياح الشديدة العاصفة، التي تغرق السفن في البحر وتقلبها، ويكون فيها التراب.

  {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى}. يعني: مرة أُخرى، والعرب تعرف التارة في لغتها، وهي مشهورة عندها، أنها مرة أُخرى.

  تقول العرب: كرة أُخرى، وطرفة أُخرى، ووقوعة أُخرى، وتارة أُخرى، وفينة أُخرى، كل ذلك في معنى واحد.

  قال الشاعر:

  فتارة نحن في خفض وفي دعة ... وتارة تحت أطراف القنا الذيل

  {فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ}. يعني به: الريح الشديدة التي تقصف الشجر، وما أشبهه.

  وقوله: {ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا ٦٩}. يقول: نصيرا.

  والعرب تسمي طالب الثأر: تبيعاً، لأنه يتبع بطلب الدم، وينصر من ظُلِم من قومه، ويتبع بثأره.

  قال الشاعر:

  ونحن المدركون لكل وتر ... إذا طل القتيل عن التبيع