تفسير سورة بني إسرائيل
  {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ}. يعني: الأمان والسلامة، وطلب النفس من الغرق.
  والخسف فهو انخساف الأرض وانخراقها إلى أسفل.
  {أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا}. والحاصب الرياح الشديدة العاصفة، التي تغرق السفن في البحر وتقلبها، ويكون فيها التراب.
  {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى}. يعني: مرة أُخرى، والعرب تعرف التارة في لغتها، وهي مشهورة عندها، أنها مرة أُخرى.
  تقول العرب: كرة أُخرى، وطرفة أُخرى، ووقوعة أُخرى، وتارة أُخرى، وفينة أُخرى، كل ذلك في معنى واحد.
  قال الشاعر:
  فتارة نحن في خفض وفي دعة ... وتارة تحت أطراف القنا الذيل
  {فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ}. يعني به: الريح الشديدة التي تقصف الشجر، وما أشبهه.
  وقوله: {ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا ٦٩}. يقول: نصيرا.
  والعرب تسمي طالب الثأر: تبيعاً، لأنه يتبع بطلب الدم، وينصر من ظُلِم من قومه، ويتبع بثأره.
  قال الشاعر:
  ونحن المدركون لكل وتر ... إذا طل القتيل عن التبيع