تفسير سورة بني إسرائيل
  رحمن». فسمعه أبو جهل اللعين، وكان لا يعرف الرحمن، فقال: محمد پنهانا أن لا نعبد إلهين، وهو بدعوا إلها آخر مع الله يقال له: الرحمن. فأنزل الله ø {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}، يريد أن أسماءه كثيرة وهو الواحد وحده، الفرد لا نظير له، ولا عديل ولا مثيل ولا شريك، عز وتعالى عن ذلك علواً كبيراً.
  {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}، يقول: في نفسك، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ١١٠}. والسبيل فهو: الوسط من الأمر الذي لا يعلي صوته ولا يُسِرُّه، يكون بين ذلك وسطاً حسنا، لا رفعاً شديداً ولا خفضا غامضاً.
  مثل قوله في سورة الأعراف: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}[الأعراف: ٢٠٥]، فأمره ø في سورة الأعراف بالذكر الخفي، وأمره في سورة بني إسرائيل بأن يتوسط بالصلاة بين الأمرين، كما وصفنا.
  وقوله ø: {بِالْغُدُوِّ}. فهو: أول النهار.
  {وَالْآصَالِ} فهو: المساء عند الغروب.
  {وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ٢٠٥}[الأعراف: ٢٠٥]. والغافلون فهم: التاركون لأمر الله ø، لأن الغفلة هي الترك.
  والترك على وجهين:
  عمد، ونسيان.
  فالنسيان: مغفور، وصاحبه مُضِيِّع.
  والعمد فصاحبه يعذب عليه.
  {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا}. قوله: {لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا}، فهو: تنزيه لنفسه سبحانه وتعالى.