تفسير سورة بني إسرائيل
  {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ١٠٥}. يعني: مبشراً لأوليائي وأهل طاعتي، ونذيراً لأعدائي وأهل معصيتي.
  {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}. يقول: قرأناه شيئا بعد شيء، يريد بالناس أي: جميع الخلق كلهم.
  وقوله: {عَلَى مُكْثٍ}، يعني به: مدة تكون من بعد لأمتك يتعاطفون به ويتواصفون لحكمه وشرفه، ويحلون حلاله، ويحرمون حرامه، ويتدبرون عجائبه المحكمة، ودلائله المتقنة، ويقفون عند متشابهه، إذا لم يَعلمه منهم من يعلمه، ويؤمنون بكله، وينتهون عما نهاهم عنه، ويقولون كله من حكمة ربنا وتنزيله.
  {وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ١٠٦}. يقول: شيئا بعد شيء، يقول: نجوما بعد نجوم، مثل قوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ٧٥}[الواقعة: ٧٥]. يقول: بنزول القرءان، مثل قول جبريل #: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ}[مريم: ٥٢].
  {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ١٠٧ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ١٠٨ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ١٠٩}. يعني بذلك: قوم محمد النبي ÷، أنهم إن لم يؤمنوا به وجهلوا، فقد عرفه وآمن به من أهل الكتاب من قد سمي، ممن آمن بمحمد ÷، وصدَّق بما نزل من عند الله جل ثناؤه، ممن عنده علم الكتاب، لما رأوا من الحق، {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ}، حتى تقع جباههم وأذقانهم على الأرض خشعاً لله، خائفين باكين من عذابه، راجين رحمته، متذللين له سبحانه، خاضعين له.
  {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ}. يا معشر المؤمنين، {أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ}. فقد ذكر في بعض الروايات أن رسول الله ÷، قال وهو ساجد: «يا الله يا