مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[تفنيد شبه البغدادي]

صفحة 122 - الجزء 1

  هذا أعظم دليل، وأنور برهان، فليفايس جميع من وقع في يده كتابُنا هذا حجَجَنا بحججهم، شيئاً شيئاً، وحرفاً حرفاً، وآية آية، ثم ليُمعمن النظر، وليحتطْ لنفسه، فإن وجد قولهم يقهر قولنا، ويكسر احتجاجنا، علم أن الحق معهم فليلحق بهم، وإن وجد قولنا واحتجاجنا يكسر قولهم، ويبطل دعواهم، ويُفسد احتجاجهم، فليعلم أن الحق معنا، والقول في العدل قولنا، والقرءان الشاهد لنا.

  فلا ينظرِ الناظر إلا لنفسه، وليعلم أنه من لقي الله ø وهو كاذب عليه، ملزِم له فعلَ غيره من الظالمين، أنه لا جُنَّة له، ولا حجة معه، وأنه لا نصيب له في دين محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين، وهذا القرءان من أوله إلى آخره يشهد للعدل، والبراءة لمن أنزله ø من الظلم.

  وأما ما تعلّق به الجهال من متشابه القرءان، لقلة علمهم باللغة العربية عند أهل اللسان، فإن ذلك يفسّره أهل العدل على وجه الحق، ويردّ المتشابهَ فيه إلى المحكم، والبيان الواضح بالحجة القاطعة، والشواهد من كتاب الله ø بعضَه على بعض، إذ لا اختلاف فيه ولا فساد ولا تناقض.

  * * *