الباب الثالث عشر في ذكر السلف
  فقلت - ومعي جماعة من أصحابي وأتباعي من مشايخ المجبرة -: ما هذا الإعتذار؟ وإلى كم هذا السكوت؟ أليس كان هذا الإيقاع خلق الله فيهم وكانوا لايقدرون على تركه فما ذنبهم؟ فصاح مشايخنا: أحسنت والله أنت! وأخذ يوسف يلعنني ويوركني الذنب ويقول: {نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي}[يوسف: ١٠٠]. فقال المعتزلي كذبت وصدق يوسف.
  ثم قال: ومن سلفنا موسى # حيث قال: {هذا مِن عَمَلِ الشَّيطانِ}[القصص: ١٥] وقال: {رَبِّ إِنّي ظَلَمتُ نَفسي}[النمل: ٤٤]. قلت: أما هذا فكان معتزلياً صلباً ولقيت منه جهداً عظيماً لم تنفذ لي فيه حيلة.
  قال ومن سلفنا أيوب # حيث قال {مَسَّنِيَ الشَّيطانُ بِنُصبٍ وَعَذابٍ}[ص: ٤١]، ويونس # حيث قال: {إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ}[الأنبياء: ٨٧]، وسائر الأنبياء حيث دعوا إلى توحيد الله ونهوا عن مخالفة أمر الله ولم يعذروا أحداً ولم يضيفوا الذنب إلى الله.
  قال: ومن سلفنا الخلفاء الأربعة وسائر المهاجرين والأنصار. وخُطب علي # مشحونة بالعدل والتوحيد. ثم من التابعين كالحسن وقتادة بالبصرة، وأصحاب علي # وعبد الله بالكوفة،