الباب الخامس عشر في ذكر المذاهب
  من الكافر الإيمان لوجود قدرة الكفر، فقد ألزم الله المحال، ويقول النبي ÷ والمؤمنون لايستحقون الثواب دائماً والكفار لايستحقون العقاب دائماً. وهذا خلاف الإجماع والقرآن. وقال من هذا الجنس من المحالات ما يطول به الكتاب. ومن كلامه الذي لايُعقل القول بالبدل وأن قطب الرحى يتحرك ولا ينتقل.
  وأما الأشعرية والكلابية فأكثر كلامهم غير معقول. قالوا: هو تعالى عالم بعلم قادر بقدرة لا هو ولا غيره ولا بعضه. وقالوا: هو مستوٍ على العرش بمعنى صفة له تسمى الاستواء. وقالوا: المسموع ليس بكلامه وإنما هو صفة تقوم بالذات. وقالوا: يُرى الله لا في جهة ولا في كيفية. وقالوا: فعل العبد خلق لله كسب للعبد. فإذا سُئلوا عن ذلك لم يأتوا بمعقول، وإنما فعلوا ذلك لأن غرضهم كان هدم الدين. ومن قولهم أن مع الله قدماء تسعة، وما أطلق أحد قبلهم ذلك.
  ولقي بعض النصارى بعض الأشعرية فقال: مرحباً بإخواننا! نحن نقول ثلاثة وأنتم تقولون تاسع تسعة!
  وحكى أبو العباس البصري قال: دخلنا على نينون النصراني فسألته عن ابن كلاب، قال: | كان يجيء ويجلس إلى تلك الزاوية - وأشار إلى زاوية من البيعة - وعني أخذ هذا القول، ولو عاش لنصّرنا المسلمين.