رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب الرابع في القضاء والقدر وذكر القدرية

صفحة 66 - الجزء 1

  الله الخلائق سألهم عما أمرهم به ولم يسألهم عما قضى عليهم.

  وسئل جعفر بن محمد @ عن القدر فقال: ما استطعت أن تلوم عليه العبد هو فعله، وما لم تستطع أن تلومه فهو فعل الله، يقول الله تعالى للعبد لما كفرت ولِمَ عصيت؟ ولا يقول لِمَ مرضت؟.

  وروى غيلان بن مطرف [أنه] كان يقول: اللهم أرضني بقضائك، فإن هذا السارق لم يرض بما قسمت له فسرق فقطعت يده.

  واجتمع عدلي ومجبر رافضي فقال العدلي: ما تقول في علي # أقاتل معاوية على شيء جعله الله لمعاوية وقضاه له أم على شيء جعله لعلي # وقضاه له وغصبه معاوية؟ فقال: بل على شيء جعله لمعاوية وقضاه له ولم يجعله لعلي. فقال: فمعاوية أحسن حالاً من علي حيث رضي بما قضي له وجعل له، وعلي لم يرض بما قضي له ولم يقنع بما جعل له، فمعاوية وافق ربه وعلي خالفه! فانقطع.