الباب الرابع في القضاء والقدر وذكر القدرية
  وسأل عدلي مجبراً: أكان قتل يحيى بن زكريا بقضاء الله وقدره؟ قال: نعم. قال: فارضوا به! فانقطع.
  وصعد سلام القاري أبو المنذر المئذنة ليؤذن، فأشرف على سطحه فإذا غلام يفجر بجاريته، فبادر ونزل وأخذهما ليضربهما، فقال الغلام: أتلومني؟ وإن القضاء والقدر لم يدعانا حتى فعلنا ذلك! فقال: لعلمك بالقضاء والقدر أحب ألي من كل شيء، أنت حر لوجه الله!
  وكان بأصبهان شيخ مجبر يؤذن، فصعد المئذنة فرأى رجلاً يفجر بأهله، فبادر وهرب الرجل فأخذ يضرب المرأة وهي تقول له: القضاء والقدر ساقانا! فقال: يا عدوة الله! أتزنين وتعتذرين بمثل هذا؟ فقالت: أوه! تركت السنة وأخذت مذهب ابن عباد! فتنبه الرجل ورمى بالخشب وقبل ما بين عينيها واعتذر إليها، وقال: لولا أنت لضللت فأنت سنية حقاً! وجمع الصوفية ثلاثة أيام شكراً لله. فهذا ما لقينا منكم يا معشر المعتزلة!
  ورأى مجبر رجلاً يزني بامرأته، فقال: ما هذا؟ قالت: قضاء الله وقدره!