الباب الخامس في خلق الأفعال
صفحة 79
- الجزء 1
  وسمع صقر المجبر رجلاً يقول: لعن الله القؤاد يجمع بين الزاني والزانية. فقال صقر: إنك تلعن ربك فإنه هو الذي جمع بينهما. فقالو: ما الذي تقول؟ قال: هو ديني ودين أصحابي.
  وقيل لصقر: أليس الله يحمد بترك الظلم فقال: {وَما رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ}[فصلت: ٤٦]؟ قال: نعم. قال: أليس الظلم كله منه ومن خلقه وقضائه؟ قال: بلى. قال: فما الظلم الذي نفاه ويحمد على تركه؟ أشيء يعرف أم لا؟ فانقطع.
  وقال: أبو الهذيل للبطيخي المجبر - غلام جهم -: أتزعم أن الله تعالى يعذب عباده على ما خلقه فيهم؟ قال: لا، ولكن أقول إنهم في النار يتنعمون كدود الخل في الخل. ثم قال: كيف تجيب يا أبا الهذيل. قال: نعم