رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الباب الخامس في خلق الأفعال

صفحة 78 - الجزء 1

  وَيَأمُرُكُم بِالفَحشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَغفِرَةً مِنهُ وَفَضلًا}⁣[البقرة: ٢٦٨]، فالوعدان من واحد أو من اثنين؟ فانقطع.

  وكلم إنسان عروة بن محمد بشيء أغضبه، فخرج و تؤضأ ورجع وقال: حدثني أبي عن جده عن النبي ÷ أنه قال: الغضب من الشيطان، والشيطان خلق من النار، وإنما يطفئ الماء النار، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ.

  عن بعض المعتزلة أنه قال لمجبر: أليس النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول: الأناة من الله والعجلة من الشيطان؟ فلو كان كلاهما من خلقه لم يكن للفرق معنى.

  وقال آخر لمجبر يناظره: لا أدري ما تقول غير أنه تعالى قال: {كُلَّما أَوقَدوا نارًا لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللَّهُ}⁣[المائدة: ٦٤]، فقد علمنا أن الذي أوقدها غير الذي أطفأها.