الباب الخامس في خلق الأفعال
صفحة 78
- الجزء 1
  وَيَأمُرُكُم بِالفَحشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَغفِرَةً مِنهُ وَفَضلًا}[البقرة: ٢٦٨]، فالوعدان من واحد أو من اثنين؟ فانقطع.
  وكلم إنسان عروة بن محمد بشيء أغضبه، فخرج و تؤضأ ورجع وقال: حدثني أبي عن جده عن النبي ÷ أنه قال: الغضب من الشيطان، والشيطان خلق من النار، وإنما يطفئ الماء النار، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ.
  عن بعض المعتزلة أنه قال لمجبر: أليس النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول: الأناة من الله والعجلة من الشيطان؟ فلو كان كلاهما من خلقه لم يكن للفرق معنى.
  وقال آخر لمجبر يناظره: لا أدري ما تقول غير أنه تعالى قال: {كُلَّما أَوقَدوا نارًا لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللَّهُ}[المائدة: ٦٤]، فقد علمنا أن الذي أوقدها غير الذي أطفأها.