الباب الخامس في خلق الأفعال
  خرج إلى باب ثالث من خالق ومخلوق؟ قال: لا. قال: فلِمَ عذب؟ فجعل حفص يكرر هذا وأبو الهذيل يلزمه، فقال النظام: إلى كم لا ونعم في شيء لا معنى له؟
  وقيل لأبي يعقوب المجبر: من خلق المعاصي؟ قال: الله. قال: فمن عذب عليها؟ قال: الله. قال: فلِمَ عذب عليها؟ قال: لا أدري والله!
  وحضر أبو عبد الله الحنفي دار بعض الولاة وقد حضره مجبر فأتي برجل طرار [أحول]، فقال الوالي للمجبر: ما ترى فيه؟ قال: تضربه خمسة عشر سوطاً. فقال للعدلي: ما تقول؟ قال: تضربه ثلاثين سوطاً، خمسة عشر لحوله وخمسة عشر لطره. فقال المجبر: تضربه على حوله ولا صنع له فيه؟ قال: نعم، إذا كانا جميعاً من خلق الله فالحول والطرّ سواء. فانقطع المجبر وتحير.
  وقال المأمون لأبي علي الثنوي: هل ندم مسيء قط؟ قال: نعم. قال: أندم على شيء فعله هو أو غيره؟ قال: ندم لأنه أساء. قال: فإن صاحب