الباب السادس في الاستطاعة
  القدرة يستطيع أن يأخذ بثيابي؟ قال: نعم. قلت: أتقدر أنت وأنت على هذه الهيئة أن تأخذ بثيابي؟ قال: لا. قلت فلو أعطاك الله القدرة على أخذها أخذتها؟ قال: نعم. قلت فما الفرق بينك وبين هذا الباب؟ فسكت.
  وناظر عدلي مجبراً فقال: ما تقول، لو قدرت على قتل الأنبياء والأئمة - وهتك المحارم وإحراق المصاحف وتخريب الكعبة ونبش قبر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهدم المسجد، أتفعل ولا تدع شيئاً من ذلك خوفاً من الله تعالى ولا حرمة لأمره ولا خشية من عقابه ولا رجاءً لثوابه؟ قال: نعم. قال: فمن كان هذا اعتقاده كفى به خزياً! فافتضح.
  وكان لمجبر غريم عدلي فقال: أعطني حقي. فقال: لا أقدر على أن أعطيك حقك! فقال المجبر: أنا الآن أقول بقولك، نعم تقدر أن تعطيني. فقال: ما تصنع بمذهب لا يمكنك معه أن تقاضي غريمك؟ دعه واسترح!
  وسأل رجل سلام القاري أبا المنذر فقال: ما تقول في رجل قائم في الماء حلف بطلاق امرأته أنه لا يقدر أن يتوضأ للصلاة؟ فقال له: يا قدري الخبيث! فقيل له: أن هذا قرشي. فقال: يا بن أخي! طلقت امرأته. فقال: تركت مذهبك.
  وذكر أبو موسى المردار فقال: إجعل كلام المجبرة القدرية حجة عليهم