الباب السادس في الاستطاعة
  في كل شيء، إذا قال أحدهم افعل كذا فقل هل أقدر عليه؟ فإن قال نعم ترك مذهبه، وإن قال لا فقل فلِمَ تأمرني بما لا أقدر عليه؟
  وقال عدلي لمجبر: أليس الله تعالى يقول {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم}[النمل: ٢٤]؟ فالتفت إلى قوم عنده وقال: انظروا إلى هذا يزعم أن الشيطان يقدر أن يعمل شيئاً. فقال: يا أحمق! هذا نص الكتاب وليس بقولي. فانقطع.
  وسأل عدلي مجبراً عن قوله تعالى: {وَما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنوا}[الإسراء: ٩٤] ما معناه على قولك؟ قال: هذا لا معنى له، إذا كان هو المانع فما معنى السؤال؟ قال السائل: أيمنعهم ثم يسألهم؟ قال: نعم قضى على عباده بالسر ما منعهم في العلانية وأوعدهم عليه. فقال السائل: أيكون هذا فعل حكيم؟ ثم قال: فما معنى قوله تعالى: {وَماذا عَلَيهِم لَو آمَنوا بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ}[النساء: ٣٩] وإن كان هو منعهم؟ قال: استهزأ بهم! قال: فما معنى قوله {ما يَفعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُم إِن شَكَرتُم وَآمَنتُم}[النساء: ١٤٧]؟ قال: قد فعل ذلك بهم وعذبهم من غير ذنب جنوه، بل ابتدأهم بالكفر ثم عذبهم عليه، وليس للآية معنى. فقال: هذا رد لكتاب الله تعالى. فقال: أيش أصنع إذا كان هذا هو المذهب؟
  وكان بالبصرة رجل نصراني فكتب كتاباً ذكر فيه «شهد الشهود المسمون في آخر هذا الكتاب أن فلاناً النصراني لا يقدر على الإيمان، وأنا