باب اللعان
  كفّارَةٌ وَاحِدَةٌ، فَإنِ كَانَ كَفّرَ ثمّ ظَاهَرَ لَزِمَهُ لِظِهَارِهِ الآخَرِ كَفّارَةٌ أخْرَى.
بَابُ الإِيلَاءِ
  الإِيلَاءُ: هُوَ أنْ يَحْلِفَ الرّجُلُ بِاللهِ تعَالَى أنْ لَا وَطِئَ امْرَأتَهُ مُدّةَ أرْبعَةِ أشْهُرٍ فمَا فَوْقَهَا.
  وَلَا يَكُونُ مُوْلِياً إِذَا حَلَفَ بِغَيْرِ للهِ تعَالَى، أوْ كَانتِ الْمُدّةُ دُونَ أرْبعَةِ أشْهُرٍ. فَإذِا انقْضَتِ الشّهُورُ الأرْبعَةُ، ثمّ رَافَعَتْهُ الزّوْجَةُ إِلَى الَحْاكِمِ - خَيّرَهُ بيَنَ أنْ يَفِيءَ إِلَى زَوْجَتِهِ، وَيَحْنثَ فِي يَمِينِهِ ثمّ يُكَفّرَهَا، وَبيَنَ أنْ يُطَلّقَهَا، وَلَمْ يَعْذِرْهُ مِنْ أحَدِ الأمْرَيْنِ. وَالْفَيْءُ: هُوَ أنْ يُجَامِعَهَا إِنْ قَدَرَ عَلَى الجِمَاعِ، فَإنِ عَجَزَ عَنْ ذَلِكَ فَبِلِسَانِهِ؛ فَيقَولُ: قَدْ فِئْتُ وَرَجَعْتُ عَنْ يَمِينِي.
بَابُ اللّعَانِ
  وَإِذَا قَذَفَ الرّجُلُ زَوْجَتَه وَرَمَاهَا بِالزّنَى، أوْ نفَى وَلَدَهَا عَنهُ، ثمّ لَمْ يَأتِ عَلَيْهَا بِأرْبعَةِ شُهَدَاءَ يَشْهَدُونَ بِصِدْقِهِ فِيمَا قذَفَهَا بِهِ، فَإذِا كَانَ كَذَلِكَ لَاعَنهَا إِذَا كَانَا جمِيعاً باَلِغَيْنِ: وَسَوَاءٌ كَانتِ الزّوْجَةُ حُرّةُ أوْ مَمْلُوُكَةُ، وَسَوَاءٌ كَانَ الزّوْجُ حُرّا أوْ مَمْلُوكاً.
  وَصُورَةُ الْمُلَاعَنةِ: هِيَ أنْ يُحْضِرَهُمَا الْحَاكِمُ، فَيُخَوّفهُمَا بِاللهِ تعَالَى، وَيُحَذّرَهُمَا الإِقدَامَ عَلَى اللعَانِ، فَإنِ نكَلَ الزّوْجُ ضُرِبَ ثمَانِينَ جَلْدَةُ، وَهْيَ حَدّ القَاذِفِ، وَإنِ نكَلَتِ الزّوْجَةُ جُلِدَتْ وَرُجمِتَ، وَإنِ أصَرّا عَلَى مَا هُمَا فِيهِ حَلَفَ الزّوْجُ أرْبعَ مَرّاتٍ بِاللهِ تعَالَى، يَقُولُ فِي كُلّ وَاحِدَةٍ: وَاللهِ العَظَيمِ إِنّي لَصَادِقٌ فِيمَا رَمَيْتُهَا بِهِ مِنْ قَذْفِي لهَا، وَنفَيِ وَلَدِهَا هَذَا، وَيُشِيرُ إِلَى الْوَلَدِ إِنْ كَانَ هُناَكَ وَلَدٌ، ثُم يَقُولُ فِي الْخَامِسَةِ: لَعْنَةُ اللهِ عَليّ إِنْ كُنتْ مِنَ الْكَاذِبِينَ فِيمَا قَذَفْتُكِ بِهِ مِنَ الزّنَى وَنفَيِ الوَلَدِ هَذَا. ثُم تقَولُ الْمَرْأةُ: وَاللهِ الْعَظِيمِ إِنهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ فِيمَا رَمَانِي بِهِ مِنَ الزّنَى، وَنفَيِ وَلَدِي هَذَا، ثُم تكُرّرُ ذَلِكَ أرْبعَ مَرّاتٍ، ثُم تقَولُ فِي الْخَامِسَةِ: إِنّ غَضَبَ اللهِ عَلَيّ إِنِ كَانَ مِنَ الصّادِقِينَ. فَإنِ فَعَلَا ذَلِكَ فَرّقَ الْحَاكِمُ بيْنهُمَا، وَنفَى الْوَلدَ، وَلَمْ يثَبتُ نسَبُهُ بعَدَ ذَلِكَ مِنَ الزّوْجِ.