نكت العبادات وجمل الزيادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب ذكر السهام وأهلها

صفحة 54 - الجزء 1

  مَتَى قَبِلَ الْوَصِيّةَ فِي حَيَاةِ الْمُوصِي فَلَهُ أنْ يَرُدّهَا قَبْلَ مَوْتهِ، وَلَيْسَ لَهُ أنْ يَرُدّهَا بعَدَ مَوْتهِ، وَإذِا لَمْ يَقْبَلْهَا حَتّى مَاتَ الْمُوصِي كَانَ لَهُ أنْ يَقْبَلَهَا بعَدَ ذَلِكَ. وَإذِا كَانَتِ الْوَصِيّةُ إِلَى رَجُلَيْنِ فَكُل وَاحِدٍ مِنهُمَا وَصِيّ لَهُ، وَلكِل وَاحِدٍ مِنهُمَا أنْ يَقُومَ بِنفَاذِ الْوَصِيّةِ. وَللِوَصِي أنْ يُوْصِيَ بِمَا هُوَ وَصِيّ فِيهِ.

كِتَابُ الفَرَائِضِ

  الْمَوَارِيثُ تسُتَحَقّ بِأحَدِ أمْرَيْنِ: أَحَدُهُمَا: النّسَبُ. وَالثانِي: السّبَبُ. فَالأنْسَابُ ثلَاثةَ: ذُو سِهَامٍ، وَعَصَبَاتٌ، وَذُو أرْحَامٍ. وَالأسْبَابُ ضَرْباَنِ: نِكَاحٌ، وَوَلَاءٌ.

بَابُ ذِكْرِ السّهَامِ وَأَهْلِهَا

  السهَامُ سِتّةٌ، وَهْيَ: السّدُسُ، وَالثّلُثُ، وَالثّلُثَانِ، وَالنّصْفُ، وَالرّبُعُ، وَالثّمُنُ: فَالسدُسُ سَهْمُ الأبِ مَعَ الْوَلَدِ وَوَلَدِ الِابنِ، وَهْوَ سَهْمُ الأمّ أيَضْاً مَعَ هَؤُلَاءِ، وَسَهْمُهَا أيْضْاً مَعَ الِاثنْيْنِ مِنَ الإِخْوَةِ وَالأخَوَاتِ فَصَاعِداً، وَهْوَ سَهْمُ الْجَدّ أبِ الأبِ، إذِا لَمْ يَكُنْ أبٌ مَعَ الوَلَدِ وَوَلدِ الِابنِ، وَمَعَ الإِخْوَةِ وَالْأخَوَاتِ إذِا كَانَ أصْلَحَ لَهُ مِنَ الْمُقَاسَمَةِ، فَإنِ كَانتْ مُقَاسَمَةُ الإِخْوَةِ لِأبٍ وَأمّ أَوْ لِأبٍ أصْلَحَ لَهُ مِنَ السّدُسِ قَاسَمَهُمْ وَأَخَذَ مِثْلَ نصِيبِ أحَدِهِمْ. وَهْوَ سَهْمُ الْجَدّةِ أوِ الْجَدّاتِ إِذَا لَمْ تكَنْ أمّ. وَهْوَ سَهْمُ الوَاحِدِ مِنَ الإِخْوَةِ لِأمّ، إِذَا لَمْ يكَنْ وَلَدٌ وَلَا وَلَدُ ابنٍ، وَلَا أبٌ وَلَا جَدّ. وَهْوَ سَهْمُ بِنتِ الِابنِ، أَوْ بنَاَتِ الِابنِ، مَعَ الْبِنتِ الوَاحِدَةِ لِلصّلْبِ. وَهْوَ سَهْمُ الأخْتِ، أَوِ الأخَوَاتِ لِأبٍ، مَعَ الأخْتِ الْوَاحِدَةِ لِأبٍ وَأمّ تكَمِلةُ الثّلُثَيْنِ. وَالثلُثُ: سَهْمُ الأمّ إذِا لَمْ يكَنْ وَارِثٌ سِوَى الأبَوَيْنِ، وَهْوَ سَهْمُهَا مَعَ الْوَاحِدِ مِنَ الإِخْوَةِ وَالْأخَوَاتِ أيْضاً، وَلهَا ثلُثُ مَا يَبْقَى إِذَا كَانَ مَعَهُمَا زَوْجٌ أوْ زَوْجَةٌ. وَهْوَ سَهْمُ الِاثنْيْنِ مِنَ الإِخْوَةِ لِأمّ فَصَاعِدُا إذِا كَانوُا وَرَثةَ. وَذُكُورُهُمْ وَإِناَثهُمْ فِيهِ عَلَى سَوَاءٍ. وَالثلُثَانِ: سَهْمُ الِاثنْتَيْنِ فَصَاعِدُا مِن