عبد الله بن علي الرشيدي
  الإمام عاد إلى جهات (صعدة) فلم يرتفع ولاة القاسم عنها وهجموا على الإمام في المجمعة(١)، وسلمه الله بعد منازعة ومناظلة، ونقضوا الصلح المبرم، وكان منهم إهدار دماء السادة المؤيدية فألجئ الحال الأمير محمد إلى مصالحة الأتراك، ووقع ما قد دونه المؤرخون.
  وأما الإمام فإنه بعد ذلك سكن في (يسنم)، ونشر العلوم هنالك، ودرس في كل فن من الفنون، وقد كانت العلماء تفد إليه من كل جهة، واستاقت إليه الواجبات من أقطار، وكان شحاكاً(٢) في حلوق الظالمين، وكان أشراف الحرمين ترسل إليه بشيء من الواجبات والهدايا.
  ولما انزوت عنه الدنيا(٣)، وخذله كثير ممن أجابه سكن (يسنم)، حسب ما ذكرنا إلى أن توفى | يوم الخميس لعشرين من ذي الحجة سنة سبع عشرة وألف، وقبر بـ (هجرة فللة)، وعليه قبة مشهورة مزورة.
[(٤٤٥/ ٢٤) عبد الله بن علي الرشيدي](٤)
  (١٠٠٤ - ١٠٦١ هـ/١٥٩١ - ١٦٥١ م)
(١) في (أ) في المجمعة بعد. وفي (م) لفظ بعد أثبت ثم أخدش.
(٢) شحاكاً: شحك الجدي شحكاً: منعه من الرَّضاع والشحاك والشحك: عود يُعرَّض في فمه ليمنعه ذلك كالحشاك، ويقال للعود الذي يدخل في فم الفصيل لئلا يرضع أمه: شحاك وحناك وشِبَام وشِجار. لسان العرب مادة (شحك).
(٣) الدنيا: من (م).
(٤) هذه الترجمة وردت في حاشية نسخة المؤلف ص (٢٣) والنسخة (أ) ص (٥٨) كما سبق التوضيح.
وهي نفس الترجمة السابقة تحت اسم: عبدالله بن عامر بن علي الرشيدي.