يحيى بن عطية بن أبي النجم
  وعنه ولده أحمد بن يحيى، والإمام الهادي، والفقيه إبراهيم بن عبد الله الغالبي (وغيرهم)(١).
  وكان عالماً، محققاً، سيما في فروع المذهب، سيداً وجيهاً، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، مناصباً للظلمة وأهل الطاغوت، مقيماً للشريعة الإسلامية، ورعاً زاهداً، عابداً، ملازماً للأمر بالمعروف ونشر العلم، مع العفة العظيمة، والتحرز عن المأثم والمحرمات إلى آخر عمره، وتمرض قدر ثلاث سنين، وكان يلقى من قراءة (الفاتحة وثلاث)(٢) آيات أمراً لا يصبر عليه غيره؛ لأنه قد كان استرخى لسانه، وسائر أعضائه، فإذا لم يكن له إمام مكث على الفريضة (مقدار)(٣) ساعتين أو ثلاث، وصبر على ذلك إلى آخر أيامه، وأسكت ولم ينطق بحرف إلى أن استحضر فنطق بكلمة التوحيد، ثم توفى –| - في شهر محرم الحرام مفتاح سنة خمس وثلاثمائة وألف.
  ولما كان وقت النزاع أخبرني والدي أنه رأى نوراً من رجليه إلى رأسه غلب على نور المصباح، وشاهد ذلك وحققه، ورأى عليه من الهيئة الحسنة بعد موته ما لم يجدها على غيره، ولما [٤٨ - م] اجتمع بعض رؤساء القبلة، وساعدهم بعض علماء (الزيدية) كالوالد العلامة أحمد بن محمد الكبسي، والقاضي عمير، وغيرهم من علماء صعدة على أن يمكن ابن عائض العسيري من جهات القبلة على أن يكون أميرها من الزيدية، والأحكام والأوامر إليه ولابن عائض نصف
(١) ساقط من (أ).
(٢) في (أ): فاتحة الكتاب وثلاءث.
(٣) في (أ): قدر.