مقدمة المؤلف
  مِنْ عِبَادِنَا} الآية [فاطر: ٣٢]، والموصول وصلته صفة للجلالة. (فرائض الكتاب) لا بد من تقدير مضافٍ، أي علم فرائض الكتاب، والفرائض جمع فريضة كصحائف جمع صحيفة؛ وهي ما فرضه الله على عباده من الواجبات الشرعية والعقلية، والمراد هنا بالفرائض الستُّ المقدرةُ شرعًا؛ (إذ) تعليلية (علمنا) سبحانه ما لم نكن نعلم.
  ٢ - وَأَوَفَرَ السَّهْمَ لَنَا مِنْ رِفْدِهِ ... فَضْلًا كَمَا أَلْهَمَنَا لِحَمْدِه
  (وأوفر): أجزل. (السهم): النصيب، (لنا من رفده): من عَطَائِه، (فضلًا): سعة وزيادة، نُصب على التمييز (كما): مصدرية دخل عليها كاف التشبيه. (ألهمنا) سبحانه، والإلهام إيضاح الشيء وبيانه (لحمده) تقدم بيانه.
  ٣ - سُبْحَانَهُ مِنْ وَارِثٍ لَا يُحْجَبُ ... عَنْهُ دُعَاءُ مَنْ أَتَاهُ يَطْلُبُ
  (سبحانه): أُنَزِّهُهُ، والتسبيح التنزيه (من وارثٍ) من أسماء الله الحسنى ومعناه الباقي بعد فناء الخلق (لَا يُحْجَبُ) يصح أن يكون مبنيًا للفاعل أو نائبه (عنه دعاء) يصح أن يكون منصوبًا إن كان لا يحجب مبنيًا للفاعل ومرفوعًا، إن كان مبنيًا للنائب. والدعاء طلب الحاجات من الله. (مَنْ أَتَاهُ): سبحانه يطلب منه حاجاته؛ إذ هو المتكفل بقضاء الحاجات وإنجاز الطلبات لعباده الطالبين. قوله:
  ٤ - ثُمَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كُلَّمَا ... تَأَلَّقَ الْبَرْقُ وَمَا غَيْثٌ هَمَى(١)
  (ثم): عاطفة، والصلاة هي من الله الرحمة على جهة التعظيم، ومن الملائكة الاستغفار، ومن المؤمنين بمعنى الدعاء (والسلام): بمعنى السلامة من الآفات (كلما) (ما): ظرفية أي كل وقت، (تألق): أي لمع، (البرق): وهي النار التي تخرج من السحاب، وقيل: سوط ملك يسمى الرعد يسوق به السحاب (وما): ظرفية أيضًا. (غيث): أي مطر (هَمَى): صب وسكب. قوله:
  ٥ - عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَآلِهِ ... وَصَحْبِهِ مِمَّنْ عَلَى مِنْوَالِه
  (على) متعلِّقٌ بما قبله، (النبي): إنسان بعثه الله لإمضاء أحكامه، والفرق بينه وبين الرسول أن النبي: ما بُعِثَ بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول: ما بعث بشرع وأمر بتبليغه فكل رسول نبي ولا عكس. (المصطفى): أي المختار من خلق الله (وآله) الآل أصله أَهْلٌ بدليل تصغيره على أُهَيْلٍ؛ والمراد بهم: علي وفاطمة والحسن والحسين ومن تناسل منهما إلى يوم القيامة. وقَالَ الإمام الشافعي: هم بنو هاشم، وبنو عبد المطلب الذين حرمت عليهم
(١) هَمَى الماء هَمْيًا من باب رمى، فألفه يائي.