أسباب الميراث
أسَبَابُ المِيِرَاثِ
  واعلم أن الإرث له أسباب وموانع فأَشَارَ النَّاظِمُ إلى بيان أسبابه فقال:
  ١٨ - أَسْبَابُ مِيْرَاثٍ أَتَتْ عَلَى وِلَا ... قُلْ: نَسَبٌ، ثُمَّ نِكَاحٌ، وَوَلَا
  (أسباب): جمع سبب وهو اسم لما يتوصل به إلى غيره، ومنه سمي الحبل سببًا، قَالَ تعالى: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ}[الحج: ١٥] أي بحبل، وفي الاصطلاح: ما يُؤَثِّرُ وجوده في وجود الحكم وعَدَمُهُ في عدمه: سواء كان علة كالإسكار للخمر، أو غير علة كالزوال، والمراد بها هنا الأسباب الموصلة إلى الإرث، والتي حصل عليها الاتفاق هو ما ذكره النَّاظِمُ. (ميراث): قد تقدم بيانه، (أتت) في النظم (على وِلَا) أي جاءت متوالية متتابعة يتلو بعضها بعضا، (قل) أمر بالقول (نسب) وهو ما ينسب إلى الميت من طريق الأبوة أو البنوة أو الأخوة، أو العمومة، أو الأمومة. (ثم نكاح) وهو في اللغة الضم والجمع، والوطء. وفي الاصطلاح: هو العقد الواقع على المرأة بملك الوطء، دون ملك الرقبة فيخرج بقولنا: (بملك الوطء) المُسْتَأْجَرَةُ، وبقولنا: (دون ملك الرقبة) الأمة المشتراة (وولا) وهو اسم للقرب، واسم للمال المأخوذ عن العتيق إذا مات ولا وارث له، وسيأتي تفصيل الجميع قريبًا إن شاء الله.
  ١٩ - فَالنَّسَبُ اثْنَانِ بِلَا كَلامِ ... عَصَبَةٌ تَأْتِيْ وَذُوْ سِهَام
  ٢٠ - وَقِيْلَ: وَالثَّالِثُ ذُوْ الأَرْحَامِ ... فَهَاكَ سَرْدَهَا عَلَى التَّمَام
  (فالنسب) قد عرفت معناه وهو ينقسم، (اثنان بلا كلام): أي بلا خلاف.
  الأول: قوله: (عَصَبَةٌ تأتي) والعصبة في الأصل ما أحاط بالشيء كعصابة الرأس المحيطة به، شُبِّهَ العصبةُ من: الأبوة، والبنوة، والأخوة، والعمومة، المحيطون بالميت كإحاطة العصابة بالرأس، (وذو سهام) وهو من له فرض مقدر شرعًا. (وقيل) قاله بعض العلماء وهو من يقول بتوريث ذوي الأرحام كما سيأتي مفصلًا إن شاء الله. (والثالث: ذُوْ الأرحام) وهو كل من له نسبة إلى أصول الميت وفصوله ولا فرض له بخصوصه في كتابٍ ولا سُنَّةٍ ولا إجماعٍ (فهاك): من أسماء الأفعال بمعنى خُذْ، (سَرْدَهَا): أي عَدَّهَا، والضمير راجع إلى الثلاثة (على التمام) والكمال بمعونة الله وتوفيقه. قوله: