الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  يحمدون الله في السراء والضراء، يحمدون الله في كل منزلة، ويكبرونه على كل شرف رعاة الشمس، يصلون الصلاة إذا جاء وقتها ولو كانوا على رأس كناسة، ويأتزرون على أوساطهم، ويوضئون أطرافهم وأصواتهم بالليل في جو السماء كأصوات النحل. انتهى.
  قال الإمام المؤيد بالله أبو الحسين أحمد بن الحسين الهاروني الحسني في كتاب (إثبات نبوة النبي ÷): هذه فصول يعرفها أهل الكتاب في كتبهم وليسوا ينكرونها غير أنهم يتأولونها تأويلات فاسدة، فمن ذلك ما وجد في التوراة وقيل هو في السفر الأخير الفصل الثالث والثلاثون: جاء الله من سيناء وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران فقوله: جاء الله من سيناء أراد ابتعاثه موسى صلى الله عليه من قبل طور سيناء، وقوله: وأشرق من ساعير أراد ابتعاثه المسيح صلى الله عليه. وساعير: الناحية التي كان فيها عيسى صلى الله عليه، وقوله: واستعلن من جبال فاران أراد ابتعاثه محمدا ÷ من جبال مكة، لأن جبال مكة تسمى في التوراة جبال فاران لا ينكر ذلك أحد ممن عرف التوراة.
  وفي فصل من كتاب (أشعيا النبي صلى الله عليه): لتفرح أرض البادية العطشى ولتبتهج البراري والفلوات والتنزه لأنها ستعطي بأحمد محاسن لبنان وكما حسن الدساكر والرياض، ومن المعلوم أن البادية لم يحصل لها ولفلواتها المحاسن إلا بالإسلام والمسلمين فبان أنه بشارة بالنبي ÷.
  وعن يعقوب النبي صلاة الله عليه: جاء الله من التيمن والقدوس من جبال فاران، وامتلأت الأرض من تمجيد أحمد وتقديسه وملك الأرض ورقاب الأمم، وقد بينا أن جبال مكة تسمى في التوراة جبال فاران