الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  وقال داود صلى الله عليه في مزموره في صفة النبي ÷: إنه يجوز من البحر إلى البحر، ومن لدن الأنهار إلى منقطع الأنهار، وأنه تجثو أهل الجزائر بين يديه على ركبهم، ويلحس أعداؤه التراب، تأتيه الملوك بالقرابين تسجد له وتدين له الأمم بالطاعة والانقياد؛ لأنه يخلص المضطهد البائس ممن هو أقوى منه، وينقذ الضعيف الذي لا ناصر له ويرأف بالضعفاء والمساكين، وأنه يعطي من ذهب بلاد سبأ، ويصلى عليه في كل وقت ويبارك عليه في كل يوم، ويدوم ذكره إلى الأبد، وأن اسمه الموجود قبل الشمس والأمم كلها يتبركون به وكلهم يحمدونه، وقد قيل معناه: يسمونه محمداً.
  ومن مزمور آخر لداود صلى الله عليه: تقلد السيف فإن ناموسك وشريعتك مقرونة بهيبة، وسهامك مسنونة، والأمم يخرون تحتك.
  وليس في الأنبياء بعد داود صلى الله عليه من تقلد السيف وحارب الأمم تحته ومن قرنت شريعته بالهيبة غير نبينا ÷.
  وأيضاً في (الزبور): إن الله اصطفى أمنه وأعطاه النصر، وسدد الصالحين منهم بالكرامة، ويسبحونه على مضاجعهم، ويكبرون الله بأصوات مرتفعة، بأيديهم سيوف ذوات شفرتين لينتقم الله ø من الأمم الذين لا يعبدونه، يوثقون ملوكهم بالقيود وأشرافهم بالأغلال.
  ومن الظاهر أن هذه صفة أمة نبينا محمد ÷ لأنه ليس في غيرهم من الأمم من يكبر الله بأصوات مرتفعة ومعهم سيوف ذوات شفرتين يقاتلون بها من لا يعبد الله.