الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  فأجاب يسوع: لا يأتي بعده أنبياء صادقون مرسلون من الله ولكن يأتي عدد غفير من الأنبياء والكذبة وهو ما يحزنني.
  فقال الكاهن: ماذا يسمى مسيا، وما هي العلامة التي تعلن مجيئه؟
  أجاب يسوع: إن اسم مسيا عجيب؛ لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي، قال الله: اصبر يا محمد لأني لأجلك أريد أن أخلق الجنة والعالم وجماً غفيراً من الخلائق التي أهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركاً، ومن يلعنك يكون ملعوناً، ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص، وتكون كلمتك صادقة حتى أن السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن أبداً إن اسمه المبارك محمد.
  وفي (المنتقى): كان هاشم - يعني جد النبي عليه الصلاة والسلام - أفخر قومه وأعلاهم، وكانت مائدته منصوبة لا ترفع لا في السراء ولا في الضراء، وكان يحمل ابن السبيل ويؤدي الحقائق، وكان نور النبي ÷ يتلألأ في وجهه يتوقد شعاعه ويتلألأ ضياؤه ولا يراه حبر إلا قبل يده، تغدو إليه قبائل العرب ووفود الأحبار يحملون بناتهم يعرضون عليه أن يتزوج بهن حتى بعث إليه هرقل ملك الروم، وقال: إن لي ابنة لم تلد النساء أجمل منها ولا أبهى وجها، فاقدم علي حتى أزوجكها فقد بلغني جودك وكرمك، وإنما أراد بذلك نور المصطفى ÷ الموصوف عندهم في الإنجيل، فأبي هاشم أخرجه الزرقاني.
  وذكر المؤرخ أبو أحمد محمد بن دعثم المتوفى سنة (٢١٤ هـ) في تاريخه (الفتوح) لما ذكر أمير المؤمنين علي # وحرب صفين قال: ثم سار