الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  يريد الرقة حتى نزل بموضع يقال له: (البليخ)، فنزل هنالك على شاطئ نهر البليخ ونظر إليه راهب قد كان هناك في صومعة له فنزل من الصومعة وأقبل إلى علي ¥ فأسلم على يده، ثم قال: يا أمير المؤمنين إن عندنا كتاباً توارثناه عن آبائنا يذكرون أن عيسى بن مريم # كتبه أفأعرضه عليك؟ قال علي ¥: نعم فهاته، فرجع الراهب إلى الصومعة وأقبل بكتاب عتيق قد كاد أن يندرس، فأخذه علي وقبله ثم دفعه إلى الراهب، فقال: اقرأه علي، فقرأه على علي ¥، فإذا فيه: ﷽ الذي قضى فيما قضى وسطر فيما سطر أنه باعث في الأميين رسولاً منهم يعلمهم الكتاب والحكمة، ويدلهم على سبيل الرشاد، لا فظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق لا يجزئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح، أمته الحامدون الذين يحمدون الله على كل حال في هبوط الأرض وصعود الجبال، السنتهم مذللة بالتسبيح والتقديس والتكبير والتهليل، ينصر الله هذا النبي على من ناواه، فإذا توفاه الله اختلفت أمته من بعده ثم يلبثون بذلك ما شاء الله فيمر رجل من أمته بشاطئ هذا النهر يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يقضي بالحق ولا يرتشي في الحكم، الدنيا عليه أهون من شرب الماء على الظمآن يخاف الله ø في السر وينصح الله في العلانية ولا تأخذه في الله لومة لائم، فمن أدرك ذلك النبي فليؤمن به فمن آمن به كان له رضوان الله والجنة، ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإنه وصي خاتم الأنبياء والقتل معه شهادة.