النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة

صفحة 120 - الجزء 1

  قال: ثم أقبل هذا الراهب على علي فقال: يا أمير المؤمنين إني أصاحبك لا أفارقك أبداً حتى يصيبني ما أصابك، قال: فبكى علي ¥ ثم قال: الحمد لله الذي ذكرني عنده في كتب الأبرار، ثم قال: سار هذا الراهب معه فكان يتغدى ويتعشى مع علي حتى صار إلى صفين فقاتل فقتل، فقال علي لأصحابه: اطلبوه فطلبوه فوجدوه، فصلي عليه علي ¥ ودفنه واستغفر له ثم قال: هذا منا أهل البيت.

  وقال عبد الله بن سلام: والله إنه الموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صحاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح به أعيناً عمياً، وآذانا صماً، وقلوباً غلفاً.

  ومثله عن كعب الأحبار، وفي بعض رواياته: ولا صخب في الأسواق، ولا متزين بالفحش، ولا قوال للخنا، أسدده لكل جميل وأهب له كل خلق كريم، وأجعل السكينة لباسه والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة مقوله، والصدق والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خلقه، والعدل سيرته، والحق شريعته، والهدى إمامه، والإسلام ملته وأحمد اسمه، أهدي به بعد الضلالة، وأعلم به بعد الجهالة، وأرفع به بعد الحمالة، وأسمي به بعد النكره، وأكثر به بعد القلة، وأغني به بعد العيلة وأجمع به بعد الفرقة، وأؤلف به بين قلوب مختلفة وأهواء متشتتة وأمم متفرقة، وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس انتهى من (الشفاء).