الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  وفيه أيضاً: أخبرنا رسول الله ÷ عن صفته في التوراة: «عبدي أحمد المختار مولده بمكة ومهاجره بالمدينة - أو قال: طيبة - أمته الحمادون الله على كل حال».
  وفي (كنز العمال): عن محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام عن جده عبد الله بن سلام أنه لما سمع بمخرج النبي ÷ بمكة خرج فلقيه فقال له النبي ÷: «أنت ابن عالم أهل يثرب؟» قال: نعم، قال: «فناشدتك بالله الذي أنزل التوراة على طور سيناء هل تجد صفتي في الكتاب الذي أنزله الله على موسى؟» قال عبد الله بن سلام: انسب لنا ربك يا محمد، فأرتج النبي ÷ فقال له جبريل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}[الإخلاص: ١ - ٤] فقال ابن سلام: أشهد أنك رسول الله، وأن الله مظهرك ومظهر دينك على الأديان، وإني لأجد صفتك في كتاب الله: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، حتى يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً كر.
  وفي (مسند عمر) عن سلمان قال عمر بن الخطاب لكعب الأحبار: أخبرنا عن فضائل رسول الله ÷ قبل مولده، قال: نعم يا أمير المؤمنين قرأت فيما قرأت أن إبراهيم الخليل وجد حجراً مكتوباً عليه أربعة أسطر: الأول: أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني.
  الثاني: أنا الله لا إله إلا أنا، محمد رسولي طوبى لمن آمن به واتبعه.