الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  من عقل جميع أمته، وعسى أن يكون في أمته من هو أشد منه اجتهاداً ببدنه وجوارحه، ولما يضمر النبي ÷ في عقله ونيته وفكره أفضل من عبادة جميع المجتهدين.
  وفي (حلية الأولياء) عن وهب بن منبه قال: قرأت واحداً وسبعين كتاباً فوجدت في جميعها أن الله ø لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا إلى انقضائها من العقل في جنب عقل محمد ÷ إلا كحبة رمل من بين رمال جميع الدنيا، وأن محمدا ÷ أرجح الناس عقلاً وأفضلهم رأياً.
  وفي (حديقة الحكمة النبوية) للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة رضوان الله تعالى عليه قال: روينا أن يهودياً كان له على رسول الله ÷ دين فجاء إليه يطالبه قبل حلول أجله، فقال ÷: «يا يهودي لنا بقية يومنا» فقال اليهودي: إنكم يا بني هاشم قوم مطل، فقام إليه عمر فأغلظ له وتهدده، فنهاه النبي وقال: «نحن إلى غير ذلك منك أحوج» قال: ماذا يا رسول الله؟ قال: «تأمرنا بحسن الأداء، وتأمره بحسن الاقتضاء اذهب معه إلى صاحب صدقة بني زريق فاقضه دينه وزده كذا وكذا لمكان ما قلت له» فسار اليهودي غير بعيد ثم رجع فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله والله ما لي إلى ديني من حاجة ولكنا وجدنا صفتك في كتابنا فما غادر من أمرك شيئاً وكان في ذلك أنه لا يزيدك جهل الجاهل عليك إلا حلماً فأردت أن أعلم ذلك فكان كذلك.
  وفي (مسند الإمام علي كرم الله) وجهه للسيوطي قال: عن علي رضي الله تعالى عنه أن يهودياً كان يقال له جريجرة وكان له على النبي ÷