الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  لقيني وهو جاحد لأحمد سلطت عليه الزبانية في الموقف، وجعلت بيني وبينه حجاباً لا يراني(١)، ولا كتاب يبصره، ولا شفاعة تناله ولا ملك يرحمه، حتى تسحبه الملائكة فيدخلوه ناري يا موسى تبلغ بني إسرائيل أنه من آمن بأحمد فإنه أكرم الخلق علي، يا موسى بلغ بني إسرائيل أنه من صدق بأحمد وكتابه نظرت إليه يوم القيامة يا موسى بلغ بني إسرائيل أنه من رد على أحمد شيئاً مما جاء به وإن كان حرفاً واحداً أدخلته النار مسحوباً، يا موسى بلغ بني إسرائيل أن أحمد رحمة وبركة ونور، من صدق به رآه أو لم يره أحببته أيام حياته ولم أوحشه في قبره، ولم أخذله في القيامة ولم أناقشه الحساب في الموقف ولم تزل قدمه على الصراط، يا موسى إن أحب الخلق إلى من لم يكذب بأحمد ولم يبغضه، يا موسى آليت على نفسي قبل أن أخلق السماوات والأرض والدنيا والآخرة أنه من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صادقاً من قلبه كتبت له براءة من النار قبل أن يموت بعشرين ساعة، وأوصيت ملك الموت الذي يقبض روحه أن يكون أرفق به من والديه وحميمه، وأوصيت منكراً ونكيراً إذا دخلا عليه فسألاه بعد موته أن لا يروعاه وأحن عليه، وأكون معه فأضيء عليه ظلمة القبر، وأونس عليه وحشة القبر، ولا يسألني في القيامة شيئاً إلا أعطيته، يا موسى احمدني إذا مننت عليك مع كلامي إياك بالإيمان بأحمد فوعزتي لو لم تقبل الإيمان بأحمد ما جاورتني في داري، ولا تنعمت في جنتي يا موسى جميع المرسلين آمنوا بأحمد وصدقوه، واشتاقوا إليه، وكذلك من يجيء من المرسلين بعدك، يا موسى
(١) يعني لا يرى برهاني، ولا يراني بعين البصيرة.