الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  قال القاضي عياض ¦: أما شرف نسبه وكرم بلده ومنشئه فمما لا يحتاج إلى إقامة دليل ولا بيان مشكل، فإنه نخبة بني هاشم، وأفضل سلالة قريش وصميمها، وأشرف العرب وأعزهم نفراً من قبل أبيه وأمه، ومن أهل مكة أكرم بلاد الله على الله تعالى وعلى عباده.
  ثم روى بسنده إلى ابن عباس ® قال: قال رسول الله ÷: «إن الله سبحانه وتعالى قسم الخلائق قسمين، فجعلني في خيرهم قسماً فذلك قوله تعالى: {... أَصْحَابُ الْيَمِينِ ...}، {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ ...} فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثاً فجعلني في خيرها ثلثاً فذلك قوله تعالى: {... أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ...}، {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ...}، {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} فأنا من السابقين وأنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} الآية، فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله تعالى ولا فخر، وجعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً ولا فخر فذلك قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب].
  ومعنى قوله: «ولا فخر» أي لست أقوله مفتخراً متطاولاً محتقراً لغيري إنما هو من باب التحدث بالنعم قال الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ١١}[الضحى].
  وعن عائشة ^ قالت: قال رسول الله ÷: «أتاني جبريل فقال: قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلاً أفضل من محمد، ولم ار بني أب أفضل من بني هاشم».