النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة

صفحة 150 - الجزء 1

  وهاجاً منيراً على مرور الأجيال وتكرار الزمان، لا تزيده الدهور إلا جدة وجمالاً ونفاسة وحباً دهر الداهرين وأبد الآبدين.

  فبالغ وأكثر لن تحيط بوصفه ... فأين الثريا من يد المتناول

  وبحمد الله تعالى فلنا الشرف العظيم والحظ الفخيم إن شاء الله تعالى بذكره والصلاة والسلام عليه وآله، وفيه من جلب المنافع ودفع المضار ما لا يحيط بعلمه إلا الله تعالى، ولو لم يكن إلا أن ذكره ÷ نور للقلوب، وكفارة للذنوب، وتفريج للكروب ومرضاة لربنا سبحانه وتعالى، وأنس في الوحشة وأمان في الغربة، ونجاة من الفقر، ومجلبة للغنى، ومثراة في المال والولد، وعافية في الأبدان، ونصر على الأعداء، وعبادة الله تعالى وكل ذلك من فضل الله سبحانه ومنته عليه ÷ وعلى أمته أجمعين فلنشرف أقلامنا والسنتنا، ولنغذي أفكارنا وعقولنا، ولنشنف أسماعنا بهذه الباقة العطرة الفواحة من شمائله الكريمة وأخلاقه العظيمة مما أكرمنا الله سبحانه وتعالى بالوقوف عليه في مصادر متفرقة من بعض شمائله وصفاته الكريمة ÷ التي لا تحصى ولا تستقصى نأتي بها سرداً

  واختصاراً وهي مروية في ثنايا ما ذكرنا من المؤلفات وغيرها.

  قال البويصيري وأجاد في مدحه ÷:

  وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف ... وانسب إلى قدره ما شئت من عظم

  فإن فضل رسول الله ليس له حد ... فيعرب عنه ناطق بفم

  فمبلغ العلم فيه أنه بشر ... وأنه خير خلق الله كلهم

  وكل أي أتى الرسل الكرام بها ... فإنما اتصلت من نوره بهم