الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية
  والرطب، وأتي بجمار نخلة فأكل منها، وكان ينقع الزبيب أول الليل فيشربه من الغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ثم يأمر به فيهراق، وكان يتمجع اللبن بالتمر ويسميهما الأطيبين، وأطيب الطعام لديه اللحم، وكان يأكل الثريد باللحم والقرع.
  وكان ÷ يعجبه الفأل الصالح، والكلمة الحسنة، ويعجبه إذا خرج لحاجة أن يسمع: يا راشد يا نجيح يا تمام ونحوه، وكان لا يتطير من شيء فإن كره شيئاً رئي كراهته في وجهه، وكان يعجبه الزبد والتمر والتفل، وهو ما بقي من الطعام ويعجبه الثريد من الخبز، والثريد من الحيس، ويأكل الخبز بالسمن والفالوذج، وكان أكثر ما يأكل خبز الشعير غير منخول.
  وروي أن سلمى طحنت شعيراً ثم جعلته في قدر وصبت عليه زيتاً ودقت الفلفل والتوابل، وقالت: هذا مما كان يعجب النبي ÷ ويحسن أكله.
  وكان ÷ يأكل لحم الغنم والإبل والدجاج والحبارى، وأحب الشاة إليه مقدمتها.
  وقال عتبة: رأيتني وأنا سابع سبعة مع النبي ÷ ما لنا طعام ولا شراب إلا ورق الشجر.
  وقال ابن أبي أوفى: غزونا مع النبي ÷ ست غزوات نأكل الجراد ويأكله معنا.
  وكان ÷ يشرب الحليب ممزوجاً بالماء على الريق يتغذى بعد ذلك