النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية

صفحة 180 - الجزء 1

  بخبز الشعير مع ملح ونحوه، أو بقدح عسل ممزوجاً بالماء، وكان لا يأكل متكئاً، وإذا أحضر طعامه لا يرده، ولا يتكلف في طلبه، ما عاب طعاماً قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه، وكان يشرب في كل يوم قدحاً من ماء، وكان يمر عليه الهلالان والثلاثة لا يوقد في بيته نار، وإذا حضر الطعام وضعوه على السفرة وبسطوها على الأرض ولم يأكل على خوان مرتفع وإذا فرغ من الطعام قال: «الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفى ولا مودع ولا مستغن عنه ربنا» وفي بعض الأحيان يقول: «الحمد الله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العري، وهدى من الضلالة، وبصر من العمى، وفضّل على كثير ممن خلق تفضيلاً الحمد لله رب العالمين».

  وكان وصولاً للرحم، ويعين على نوائب الدهر، قالت له أم المؤمنين خديجة بنت خويلد عند بداية الوحي: كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الدهر.

  وكان ÷ أكثر لباسه البياض، وكان يلبس القلانس تحت العمائم وبغير عمامة، وربما نزع قلنسوته فجعلها سترة يصلي إليها، وكانت عباءة تفرش له حيثما انتهى وحيثما انتقل في بعض الأحيان تثنى تحته طاقين، فجعلوه في بعض الليالي أربع طاقات فنهاهم، وقال: «اجعلوها مثنياً كما كنتم تفعلون أولاً؛ فإنه منعني البارحة من صلواتي».

  وكان ÷ يلبس المنطقة من الأدم - أي الجلد - فيها ثلاث حلق من فضة، وكان فراشه الذي ينام عليه أدماً حشوه ليف، وحيناً على النطع،