الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية
  وحيناً على الحصير، حتى يؤثر في جنبه الشريف، وحيناً على الأرض مجرداً، وكان ينام أحياناً على سرير مرمول بشريط حتى يؤثر في جنبه الشريف، وكان يمر على أهله في ليلة واحدة، وكان لا يرى منهم ولا يرون منه، قالت أم المؤمنين عائشة: لم ير مني ولم أر منه، وكان ÷ إذا عرس قبيل الصبح ينصب ذراعه ويضع رأسه على كفه.
  وكان يركب الحمار ليس تحته شيء، ويخصف النعل، ويرقع القميص ويلبس الصوف ويقول: «من رغب عن سنتي فليس مني»، وكان له عَنَزَة يخرج بها يوم العيد، وكان يحب العراجين، ودخل يوماً المسجد وبيده عرجون فحك به النخامة.
  وكان إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: صبحكم مساكم، وإذا خطب في الحرب خطب على قوس أي: اعتمد عليه، وإذا خطب في الجمعة خطب على عصا، فصيحاً مليحاً حليماً بليغاً يكلم كل ذي لغة بلغته، يخاطب أهل الحضر بكلام ألين من الدهن وأرق من المزن، ويخاطب أهل البدو بكلام أرسى من الهضب، وأرهف من العضب، أعطي جوامع الكلم، كلامه دون كلام الخالق ø وفوق كلام المخلوقين.
  وكان ÷ ينام بعد العشاء الآخرة مبكراً، ويستيقظ بعد مضي نصف الليل، وأحياناً قبل ذلك، وأحياناً عند صياح الديك، وكان له ديك أبيض، وكان ÷ إذا استيقظ مسح بيديه على عينيه المباركتين ثم استعمل السواك ثم توضأ، وكان عدل الخلق في تدبير نومه ويقظته، ينام أول الليل ويقوم أول النصف الثاني فيتسوك ويتوضأ ويتهجد، وكان إذا قرأ