الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية
  من الليل رفع طوراً وخفض طوراً وربما سمعه من في الحجرة، وكان يعقد التسبيح بيمينه، وكان إذا أصابته شدة دعا وربما رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه، وكان إذا أصابه كرب أو غم يقول: «حسبي الرب من العباد حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي الذي هو حسبي، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم»، وإذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء وقال: «سبحان الله العظيم» وإذا اجتهد في الدعاء قال: «يا حي يا قيوم».
  وكان ÷ إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن ويقول: «باسمك اللهم أحيا وباسمك أموت» وإذا استيقظ قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور»، وكان إذا أخذ مضجعه قرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ١}، وكان إذا أراد أمراً قال: «اللهم خر لي واختر لي».
  وكان ÷ إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل وكان إذا أفطر قال: «اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، فتقبل مني إنك أنت السميع العليم»، وكان إذا دخل شهر رمضان تغير لونه وكثرت صلاته، وابتهل في الدعاء، وإذا دخلت العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.
  وكان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً ثم قال: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام» وإذا رفع بصره إلى السماء قال: «يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك»، وإذا تضور من الليل قال: «لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات السبع والأرض وما