الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية
  بينهما العزيز الغفار».
  وكان إذا جاءه أمر يسره خر ساجداً شكراً الله تعالى، وإذا أحزنه أمر صلى، وإذا حَزَبَهُ أمر قال: «لا إله إلا الله الحكيم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين» وإذا راعه شيء قال: «الله الله ربي لا أشرك به شيئا»، وإذا رأى ما يحب قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات» وإذا رأى ما يكره قال: «الحمد لله على كل حال رب أعوذ بك من حال أهل النار»، وإذا كربه أمر قال: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث».
  وكان ÷ يحب الطيب، ويكره العرف الردئ وكان يتتبع الطيب في رباع نسائه، وكان له سكة يتطيب منها، وكان لا يرد الطيب، ويستجمر من المجمرة ثلاثاً بالعود، وبكافور يطرحه معه، وكان يتطيب بالمسك حتى يوجد بريقه في رأسه ولحيته، وكان أحب الرياحين إليه الفاغية، وأحب الشراب إليه اللبن، وأحب الثياب إليه الحبرة، وأحب الألوان إليه الخضرة، وأحب الكلام إليه ما قل ودل، وأحب الطعام إليه ما كثرت عليه الأيدي، وكان يأكل مع أهل العاهات، وكان إذا أتي بطعام أكل مما يليه، وإذا أوتي بالتمر جالت يده، وإذا أوتي بباكورة الثمرة وضعها على عينيه ثم على شفتيه وقال: «اللهم أريتنا أوله فأرنا آخره» ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان.
  وكان ÷ يغسل رأسه بالخطمي، وربما لبده، ويتعاهده بالمشط والدهن وربما مشطه أحد نسائه.