الباب الرابع مقتطفات مما وصفه ÷ به بعض أعدائ
  اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ٨٥}[المائدة].
  عن المسور بن مخرمة قلت لأبي جهل وكان خالي: يا خال هل كنتم تتهمون محمداً بالكذب قبل أن يقول مقالته؟! فقال: والله يابن أختي لقد كان محمد وهو شاب يدعى فينا بالأمين، فلما وخَطَهُ الشيب لم يكن ليكذب، قلت: يا خال فلم لا تتبعونه؟! فقال: يابن أختي تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف فأطعموا وأطعمنا، وسقوا وسقينا، وأجاروا وأجرنا، فلما تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي، فمتى نأتيهم بهذه! أو كما قال.
  وفي (دلائل النبوة) لأبي نعيم عن ابن عباس قال: لما بعث النبي ÷ جمع الوليد بن المغيرة قريشاً، فقال: ما تقولون في هذا الرجل؟ فقال بعضهم: هو شاعر، وقال بعضهم هو كاهن فقال الوليد: سمعت قول الشاعر وسمعت قول الكهنة فما هو مثله، قالوا فما تقول أنت؟ قال: فنظر ساعة، ثم فكر وقدر فقتل كيف قدر ... ؟ إلى قوله: {سِحْرٌ يُؤْثَرُ ٢٤}.
  وفيها عن ابن عباس: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي ÷ فقرأ عليه القرآن فكأنه رقّ له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً ليعطوه لك فإنك أتيت محمداً لتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر أو أنك كاره له، قال: وماذا أقول؟! فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني، ولا برجزه ولا بقصيده مني، ولا بشاعر الجن