الباب الرابع مقتطفات مما وصفه ÷ به بعض أعدائ
  والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، ووالله إن لقوله - الذي يقول - الحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته، فقال له: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال: فدعني حتى أفكر، ففكر فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر عن غيره، فنزلت: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ١١} إلخ.
  وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر فسأله عن القرآن فلما أخبره خرج على قريش فقال: يا عجباً لما يقول ابن أبي كبشة فو الله ما هو بشعر ولا بسحر ولا بهذي من الجنون، وإن قوله لمن كلام الله، فلما سمع النفر من قريش التمروا وقالوا: والله لئن صبا الوليد لتصبون قريش، فلما سمع بذلك أبو جهل قال: والله أنا أكفيكم شأنه، فانطلق حتى دخل عليه بيته فقال للوليد: ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة، فقال: ألست أكثرهم مالاً وولداً، فقال له أبو جهل: يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه، فقال الوليد تحدث بهذا عشيرتي فوالله لا أقرب إلى أبي قحافة ولا عمر ولا ابن أبي كبشة وما قوله إلا سحر يؤثر، فأنزل الله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ١١} إلى قوله: {لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ٢٨}.
  وفي (السيرة النبوية) لابن هشام: قام النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عفاف بن عبد الدار بن قصي فقال: يا معشر قريش إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثاً، وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم في