الباب الرابع مقتطفات مما وصفه ÷ به بعض أعدائ
  لإقامته، وبدون إيراد ثابت له، فلو قدر لشخص أن يقال: إنه حكم بإقامة حدود الله أو بأمر الله فهو محمد لأنه كان يملك كل القوة بدون أدواتها ومقوماتها.
  ويقول (يوسور سميث Ussur Smith) في كتاب (محمد والإسلام) طبعة لندن سنة ١٨٧٤ م ص ٩٢: إنه من المستحيل لأي شخص درس حياة وشخصية الرسول العربي العظيم وعرف كيف عاش وكيف تعلم إلا أن ينحني احتراماً لهذا الرسول المبجل (الموقر) القوي الذي هو واحد من أعظم رسل الله، ومهما أقول لكم فإني سأقول أشياء كثيرة معروفة للجميع ولكن حينما أعيد قراءتها أشعر بمزيد من التقدير والإعجاب أشعر بمشاعر جديدة من الاحترام والتبجيل لهذا المعلم العربي العظيم.
  ويقول (واي مونتجمري Montimajery) في كتابه (محمد في مكة) طبعة اكسفورد عام ١٩٥٣ م ص ٥٢: محمد الرجل الملهم (الموحى إليه) الذي أسس الإسلام ولد تقريباً في عام ٥٧٠ م في قبيلة عربية تعبد الأصنام (أي وثنية)، وفي سن العشرين أصبح رجل أعمال ناجحاً، وعين قائداً لقوافل الجمال لحساب أرملة ثرية، وعرضت عليه الزواج رغم أنها تكبره بخمسة عشر عاماً، ورغم ذلك تزوجها وظل الزوج المخلص لها طوال حياتها، ومثل كل رسول عظيم بعث قبله كان محمد يتجنب ويبتعد عن أن يتحمل مسؤولية نقل كلام الله؛ وذلك لشعوره وخوفه من أن لا يؤديها بالأمانة الواجبة ولكن الوحي (الملك) أمره بـ (اقرأ) وكما نعلم فإن محمداً كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، لكنه بدأ يملي عليه بهذه الكلمات الروحانية التي سرعان ما أحدثت ثورة في جزء كبير من الأرض (لا إله إلا الله) وفي جميع