الباب الرابع مقتطفات مما وصفه ÷ به بعض أعدائ
  التشريعات والإمبراطوريات والشعوب والأسر الحاكمة، ولكنه أثر أيضاً في ملايين الرجال، بل وأكثر من ذلك فقد أزاح مذابح الكنائس وغيرها من الأنصاب والآلهة والأديان والأفكار والمعتقدات الزائفة والأنفس الضالة، وقد خلق أمة روحية جمعت معاً أناساً من مختلف الألسنة والأجناس على أسس كتاب كل حرف منه أصبح قانوناً وشريعة، إن فكرة وحدانية الله التي طرحت وسط النظريات اللاهوتية الخرافية المستهلكة كانت في حد ذاتها معجزة حتى إنه بمجرد نطقها من شفتيه دمرت كل المعتقدات الخرافية القديمة.
  إن دعواته وصلواته اللانهائية، ومحادثاته الروحية مع الله ووفائه وانتصاره بعد وفاته كلها أمور لا تشهد على أنه كان مخادعاً، بل إنها تؤكد على إيمان راسخ منحه القوة ليصلح عقيدة ويكملها، هذه العقيدة كانت مزدوجة تتمثل في توحيد الله وأنه ليس كمثله شيء، مما يعرفنا بالله ما هو وما ليس فيه.
  حكيم وخطيب ورسول ومشرع، ومحارب، وهادم للأفكار الخاطئة ومحيي المعتقدات العقلانية، ولعبادة بلا أصنام ولا صور، مؤسس ٢٠ إمبراطورية دنيوية وإمبراطورية واحدة روحية ذلك هو محمد، وبالنظر إلى كل المقاييس التي يمكن أن تقاس بها عظمة البشر يحق لنا أن نسأل هل يوجد أي إنسان أعظم منه.
  قلت: (لامارتين Lamartine) هذا مؤرخ فرنسي أتحف قراءه من المسيحيين واليهود وغيرهم في فرنسا وغيرها بهذا الكلام العجيب والشهادة الناصعة.