النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الرابع مقتطفات مما وصفه ÷ به بعض أعدائ

صفحة 233 - الجزء 1

  ص ١٠٢ (توماس كارليل Thomas Cartill) إنكليزي: يزعم المتعصبون أن محمداً أراد الشهرة والجاه والسلطان، كلا وأيم الله لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير - ابن القفار والفلوات المتوقد المقلتين العظيم النفس المملوء رحمة وخيراً وحناناً وبراً وحكمة وحجى وأربة ونهى - أفكار غير الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه، كان يخلو إلى نفسه فيناجي ضميره صامتاً بين الجبال الصامتة، متفتحاً صدره لأسرار الكون الخفية وما الرسالة التي أداها إلا حق صراح، وما كلمته إلا صوت صادق صادر من العالم المجهول، وإنما هو قطعة من الحياة تفطر عنها قلب الطبيعة فإذا هي شهاب قد أضاء العالم، هل رأيتم كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً؟ والله إن الكاذب لا يستطيع أن يبني بيتاً من الطوب، لقد أخرج الله العرب بالإسلام من الظلمات إلى النور، وأحيا به العرب من أمة هامدة خاملة فقيرة تجوب الفلاة منذ وجدت لا يُسمع لها صوت ولا تحس منها حركة فأرسل الله لهم نبياً بكلمة من لدنه ورسالة من قبله، فإذا الخمول قد استحال شهرة، والغموض نباهة، والضعة رفعة والضعف قوة حتى أصبح لدولة العرب رجل بالهند ورجل بالأندلس بنور الفضل والنبل والمروءة والبأس والنجدة، ورونق الحق والهدى وما زال للعرب رقي في درج الفضل ما دام مذهبها اليقين، ومنهاجها الإيمان.

  وقد وصف المستشرق المذكور محمداً ÷ أكمل وصف في كتابه الأبطال.