الباب الرابع مقتطفات مما وصفه ÷ به بعض أعدائ
  الاكتشافات الحديثة، وهو المعجز الذي جاء به محمد، والمحور الذي عليه تدور العلوم الأدبية واللسانية والدينية، ولرسالة محمد خاتمة الرسالات لأن ما فيها صالح للبشر في جميع أطوارهم، وسائر أدوارهم.
  ص ١٦٥ (غوتي الألماني Ghoti Germany) أكبر شعراء الألمان: انظر إلى ينبوع الجبل يضطرب مليئاً صافياً كأنما هو شعاع دري فوق السحب أرضعت ملائكة الخير طفولته يوم كان بين أفلاق الصخور المعشوشبة إنه ينحدر من السحابة نقياً، يتنزى جذلان فرحاً، إنه يسير في الأخاديد الوعرة جارفاً أمامه من ألوان الحصباء ما لا يحصى، ساحباً في أثره أخوات من العيون الثرارة كأنما هو مرشدها الأمين، وأما في الوادي فالرياحين تنبثق عند قدميه، والمروج الخضراء تحيا من أنفاسه، وها هو العباب طامياً تنشأ عنده المدن فلا يني ولا يبرح هادراً يندفع لا يثنيه ثان، مخلفاً وراءه المنائر والصروح نتاج خصبه وإنتاجه، ذلك هو محمد بن عبدالله.
  ص ١٦٦ (ديسون Deson) فرنسي: ولد محمد نبي العرب في قلب البلاد العربية عام ٥٧٠ م، وتمكن الإسلام في أواخر القرن السابع أن يقتحم سوريا وفارس ومصر والمغرب، وأن يمتد إلى أفريقيا الشمالية، ويحتل جزر البحر المتوسط، ويتصل بالهند والصين، فلما آذن القرن الثامن بشروق اقتحم الإسلام أسبانيا، وتبادل هارون وشارلمان السفراء والهدايا، والواقع أن التعاليم الإسلامية سامية والأخلاق رفيعة، وبه من العقائد ما استحق احترام الفلاسفة وعلماء الاجتماع، وكان محمد كارهاً