الباب الرابع مقتطفات مما وصفه ÷ به بعض أعدائ
  عربية، ولم يتوسعوا إلا ليؤدوا واجباً دينياً - كله حق وهداية ورحمة وعدل وبذل - أراقوا من أجله دماءهم، وما دام في العروبة جسم روحه الإسلام فلا خوف من أن يشتط العرب في قوميتهم، إنها لن تبلغ عصبية البغي والاستعمار.
  قلت: ويقال إنه في آخر أيامه أسلم.
  ص ١٧٤ (واصف باشا بطرس غالي Wassif Basha Butrus Ghali): كان محمد بحق من أكبر أنصار المرأة إن لم يكن عظيم الاحترام والتكريم لهن لم يخص زوجاته بل ذلك شأنه مع جميع النساء على السواء.
  ص ١٧٦ (الفونس إيتين دونيه Alfonce Eatin Deneit): الحق أننا نرى محمداً الوحيد من بين الأنبياء الذي استطاع أن يستغني عن مدد الخوارق والمعجزات المادية معتمداً على وضوح رسالته، وبلاغة القرآن الإلهية، وإن استغناءه عن مدد الخوارق والمعجزات لأكبر معجزة على الإطلاق إن في مرأى المؤمنين وأعمالهم صورة من مآثر محمد، وإذا كانت باهتة بالنظر إلى كمالاته العليا فلا جدال في صحتها، هذا على أنا نجد قياصرة الروم مع دقة تماثيلهم لا يطالعنا منهم سوى قناع مزيف لوجوههم الجامدة تحت صورة من الخيلاء، صور ميتة يعجز الخيال أن يلمح عليها الحياة، وإنه ليوحي هذه الحقيقة إن فكر بنشر لوحات في تاريخ محمد هذا تمثل المآثر الدينية لأتباعه ومن حياة العرب ومدن وطنه، دين محمد أحد أنه صالح لكل زمان ومكان، ولكل درجة من درجات الحضارة، عمدته الكبرى بلاغة التنزيل الحكيم وفي ذلك يقول تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ}.