الباب الخامس الدين الذي جاء به
  وفي (الاستيعاب) لابن عبد البر قسم النساء قال: أسماء بنت زيد بن السكن الأنصارية، كانت من المبايعات من ذوات العقل والدين، وروي عنها أنها أتت النبي ÷ وقالت: إني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين كلهن يقلن بقولي وعلى مثل رأيي إن الله بعثك إلى الرجال والنساء فآمنا بك واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وإن الرجال فضلوا بالجماعات وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم، وربينا أولادهم أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت رسول الله ÷ بوجهه إلى أصحابه فقال: «هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه؟» فقالوا: لا يا رسول الله، فقال رسول الله ÷: «انصر في يا أسماء، واعلمي من ورائك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته واتباعها لموافقته تعدل كلما ذكرت للرجال» فانصرفت وهي تهلل وتكبر استبشاراً بما قال لها رسول الله ÷، وقال ÷: «قد أجرنا من أجرت يا أم هاني» وكانت أجارت ناساً من المشركين.
  وروي أن أم سلمة زوج النبي ÷ سألت النبي ÷ قالت: يا رسول الله يغزو الرجال ولا نغزوا، وإنما لنا نصف الميراث، فأنزل الله تعالى: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}[النساء: ٣٢].
  قال في تفسيرها: وسعهن وقدرتهن، وللرجال وسعهم وقدرتهم وكل له جزاء على عمله، ولكل نصيبه المقدر من الميراث بحسب