الباب الخامس الدين الذي جاء به
  التزاماته في الحياة، وبالنسبة للأسرة فالرجال هم القائمون على النساء ويقومون بالإنفاق عليهن وعلى الأسرة كلها، وينهضون برعايتهن بما فضل الله الرجال عموماً على النساء من العزم والحزم والقوة العضوية والعقلية والبدنية، وبما خصهم الله من الكسب فكان عليهم لذلك الإنفاق. انتهى. وما ذلك إلا عبء ثقيل وشاق اختص الله تعالى به الرجل وحرر منه المرأة دون أي مساس بكرامتها أو اهتضام لجانبها.
  قال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ٢٢٢}[البقرة].
  وروى الترمذي في سبب نزول الآية حديثاً عن أنس قال: كان اليهود إذا حاضت امرأة منهم لم يواكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت فسئل النبي ÷ عن ذلك فأنزل الله الآية فأمرهم النبي أن يواكلوها ويشاربوها وتكن معهم في البيوت، وأن يفعلوا كل شيء إلا النكاح، فقالت اليهود: ما يريد محمد أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه، فجاء عباد بن بشر وأسيد بن حضير إلى رسول الله ÷ فأخبراه بذلك وقالا: يا رسول الله أفننكحهن في المحيض؟ فتمعر وجه رسول الله حتى ظننا أنه غضب عليهما فاستقبلتهما هدية من لبن فأرسل لهما رسول الله فسقاهما فعلما أنه لم يغضب.
  وسأل مسروق عائشة عن ما يحل للرجل من امرأته إذا كانت حائضاً، قالت: كل شيء إلا الجماع.