النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الخامس الدين الذي جاء به

صفحة 307 - الجزء 1

  فقد تزوج خديجة بنت خويلد رضوان الله تعالى عليها وهي تكبره بخمسة عشر سنة تقريباً واستغنى بها حتى توفاها الله تعالى إلى رضوانه وفسيح جناته بعد تسع وعشرين سنة من الزواج؛ فلو كان ÷ وهو في غضارة الشباب شهوانياً كما يقول المفترون الحاقدون لما بقي معها هذا العمر وحوله من بنات قريش الشابات الجميلات الذي يتمنينه شاباً وسيماً جميلاً يخطف العقول والأبصار أحسن الله ø خلقه وخلقه، ثم بعد وفاتها وحزنه عليها الحزن العميق حتى سمي ذلك العام بعام الحزن حتى قالت له خوله بنت حكيم: أفلا أخطب عليك فقال: «بلى» فخطبت له سودة بنت زمعة بعد وفاة زوجها السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو وكانت غامرة في السن، وخطبت له عائشة بنت أبي بكر وكانت في التاسعة من العمر لم يبن بها إلا بعد الهجرة، ثم إن في تزويجه بابنتي صاحبيه أبي بكر وعمر تكريماً لهما وتوثيقاً لرابطة المودة بعيداً عن الشهوانية المفتراة، ثم تزوج من بعدهما توثيقاً للرابطة بين الإسلام والقبائل، ألا ترى إلى زواجه ÷ بجويرية المصطلقية، وما كان من آثار ذلك وهو إسلام قبيلتها ومن بعض من تزوجهن تكريماً لشهدائهن ولم يعلهن عائل، فخشي أن يعدن إلى أهلهن الذين لم يسلموا.

  وفي بعض من تزوجهن كان الحكمة مثل أم حبيبة بنت أبي سفيان وكانت من مهاجري الحبشة ارتد زوجها وتركها عائلة وحيدة فكتب إلى النجاشي فأخذ رضاها وزوجها رسول الله ÷ وكان لزواجه إشادة للإسلام وإشاعة بالغة في أرض الحبشة للإسلام، وعنايته بكل من التصق بكيانه العظيم.