النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الخامس الدين الذي جاء به

صفحة 310 - الجزء 1

  قال العقاد محللاً أيضاً تعدد زوجات النبي ÷: هذا الرجل الذي يفتري عليه الأثمة الكاذبون أنه الشهوان الغارق في لذات حسه، وقد كانت زوجته الأولى تقارب الخمسين وكان هو في عنفوان الشباب لا يجاوز الخامسة والعشرين، وقد اختارته زوجاً لأنه الصادق الأمين فيما اشتهر به بين قومه من صفاته وسيرته، وفيما لقبه به عارفوه وعارفو الصدق والأمانة فيه، وعاش معها إلى يوم وفاتها على أحسن حال من السيرة الطاهرة والسمعة النقية، ثم وفى لها بعد موتها لم يفكر في الزواج حتى عرضت عليه سيدة مسلمة رقت له في عزلته فخطبت له السيدة عائشة بإذنه، ولم تكن هذه الفتاة العزيزة عليه تسمع منه كلمة لا ترضيها غير ثنائه على زوجته الراحلة ووفائه لذكراها.

  وما بنى # بواحدة من أمهات المسلمين لما وصفت به عنده من جمال ونضارة، وإنما كانت صلة الرحم، ورفعهن عن المهانة هي الباعث الأكبر في نفسه الشريفة على التفكير في الزواج بهن ومعظمهن كن أرامل ومؤيمات فقدن الأزواج أو الأولياء وليس من يتقدم لخطبتهن من الأكفاء لهن إن لم يفكر فيهن رسول الله، فالسيدة سودة بنت زمعة مات ابن عمها المتزوج بها عند عودتها من الهجرة إلى الحبشة وليس لها مأوى بعد موته إلا أن تعود إلى أهلها فيكرهوها على الردة أو تتزوج بغير كفؤ لها لا يريدها.

  والسيدة هند بنت أبي أمية أم سلمة مات زوجها عبد الله المخزومي وكان أيضاً ابن عمها أصابه جرح في غزوة أحد فقضى عليه، وكانت كهلة مسنة فاعتذرت إلى رسول الله # بسنها لتعفيه من خطبتها