الفائدة الرابعة في زعامة الإسلام لكل الفضائل في كل زمان ومكان
  بينهم وهم الذين أوتوا العلم من أبناء أولئك السبعين حتى أهراقوا بينهم الدماء ووقع الشر والاختلاف، وكان ذلك كله من قبل الذين أوتوا العلم بغيا بينهم على الدنيا طلباً لسلطانها وملكها وخزائنها وزخرفها فسلط الله عليهم جبابرتهم.
  وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} يعني النصارى إلا من بعد ما جاءهم العلم الذي جاءك، أي أن الله الواحد الذي ليس له شريك.
  وأخرجه الحاكم وصححه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي ÷ فقلت: يا نبي الله إني أسألك بوجه الله بم بعثك ربنا؟ قال: «بالإسلام» قلت: وما آيته؟ قال: «أن تقول أسلمت وجهي الله وتخليت وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، كل المسلم على المسلم محرم لا يقبل الله من مسلم أشرك بعد ما أسلم عملاً حتى يفارق المشركين إلى المسلمين، ما لي آخذ بحجزكم عن النار ألا إن ربي داعي ألا وإنه سائلي هل بلغت عبادي؟ وإني قائل: رب قد أبلغتهم، فليبلغ شاهدكم غائبكم، ثم إنكم تدعون مقدمة أفواهكم بالفدام، ثم أول ما يبين من أحدكم لفخذه وكفه».
ومن خطبة لأمير المؤمنين علي # يذكر الإسلام:
  الحمد لله الذي شرع الإسلام فسهل شرائعه لمن ورده، وأعز أركانه على من غالبه، فجعله أمناً لمن علقه، وسلماً لمن دخله، وبرهاناً لمن تكلم به، وشاهداً لمن خاصم به ونوراً لمن استضاء به، وفهماً لمن عقله، ولباً