الفائدة الرابعة في زعامة الإسلام لكل الفضائل في كل زمان ومكان
  لمن تدبر، وآية لمن توسم، وتبصرة لمن عزم، وعبرة لمن اتعظ، ونجاة لمن صدق، وثقة لمن توكل، وراحة لمن فوّض، وجنّة لمن صبر، فهو أبلج المناهج، واضح الولائج مشرف المنار، مشرق الجواد، مضئ المصابيح كريم المضمار، رفيع الغاية، جامع الحلبة، متنافس السبقة، شريف الفرسان التصديق منهاجه والصالحات مناره، والدنيا مضماره والقيامة حلبته، والجنة سبقته ... إلخ.
  ويقول رضوان الله تعالى عليه وسلامه: فمن يبتغ غير الإسلام ديناً تتحقق شقوته وتنفصم عروته وتعظم كبوته، ويكون مآبه إلى الحزن الطويل والعذاب الوبيل ... إلخ.
  وقال #:
  ثم إن هذا الإسلام دين الله الذي اصطفاه لنفسه واصطنعه على عينه، وأضفاه خيرة خلقه، وأقام دعائمه على محبته، أذل الأديان بعزته، ووضع الملك برفعه، وأهان أعداءه بكرامته، وخذل محاديه بنصره، وهدم أركان الضلالة بركنه، وسقى من عطش من حياضه، وأتأق الحياض بموانحه، ثم جعله لا انفصام لعروته، ولا فك الحلقته، ولا انهدام لأساسه، ولا زوال لدعائمه، ولا انقلاع لشجرته، ولا انقطاع لمدته، ولا عفاء لشريعته، ولا جد لفروعه، ولا ضنك لطرقه، ولا وعوثة لسهولته، ولا سواد لوضحه ولا عوج لانتصابه، ولا عصل في عوده، ولا وعت لفجه، ولا انطفاء المصباحه، ولا مرارة الحلاوته، فهو دعائم أساخ في الحق أسناخها، وثبت لها أساسها، وينابيع غزرت عيونها، ومصابيح شبت نيرانها، ومنار اقتدى