الفائدة الرابعة في زعامة الإسلام لكل الفضائل في كل زمان ومكان
  قال الوافد: فما وراء ذلك يرحمك الله؟
  قال الإمام: وراء ذلك المواصلة والمعاونة والمواساة والمؤاخاة في الله، والحب لأولياء الله والبغض لأعداء الله، وصلة الرحم وبر الوالدين ورحمة اليتيم ومعونة الضعيف، وتعليم الأولاد وإنصاف الزوجة فيما تسألك عنه وهي ناظرة إليك، والعناية في تعليمها، والأمر لها فيما لا بد لها منه والنهي لها عما لا حاجة لها إليه، ولزومها لمنزلها، وطول الحجاب وتصفية الأثواب، وتعليم الحكمة والصواب، مع لزوم العفاف والرضا بالكفاف، والصيانة لها من التبرج من اللهوج والأبواب، والتشرف إلى أهل الفحش والارتياب، ومنع الداخلات إلى دار المسلمات، مما لا يشاركهن في الدين والإحسان فأولئك هاتكات الستور، ومبيحات كل محظور، وناقلات الكلام والزور، والجالبات للفحشاء والفجور، والمبغضات للنعمة والمدخلات على المؤمنات الهم، والمفرقات للألفة والراعيات للكشفة، ولقد روي عن علي #: أحب إلي أن أجد في منزلي مائة لص يسرقونه أهون علي من أن أجد فيه عجوزاً لا أعرفها.
  ومن ذلك [يعني الواجبات في الإسلام] إنصاف الخادم فيما يقدر عليه، والنهي له عما لا حاجة له فيه والرفق فيما لا يقدر عليه، والنظر له فيما لا يدري، فهذا من الأمر بالمعروف، وأما النهي عن المنكر فمن المنكر فعل الشرور، والقول السيء والقول بالفواحش، والغدر والتيه ومن الفعل القتل والزنا والربا، ومن التيه الرياء والكبر والحسد والبغضاء والشحناء، ومن الفعل أخذ أموال الناس سراً وجهراً، ومن القول النميمة والغيبة وشهادة الزور فهذا من النهي عن المنكر ..... إلخ.